التاريخ : 2018-04-30
محمد صلاح.. الفرعون المصري يوحد جماهير العالم
اجتاح ذلك الشاب عالم كرة القدم كالعاصفة القوية، ليشكل حالة استثنائية و'جنونية' تثير جنون الملايين في العالم وكل محب لـ'الساحرة المستديرة' بموهبته 'الفريدة'، وقدرته 'الخارقة'، وطموحه الجارف.
صانع الفرح؛ اللاعب المصري محمد صلاح والملقب بـ'الفرعون المصري' أو 'مو صلاح'، الذي يحترف اللعب بفريق ليفربول؛ استطاع أن يوحد الجماهير من كل حدب وصوب.. مرددين اسمه وألقابه.. منشدين أغاني أعدت كلماتها خصيصا به، ومتصدرا هتافات الملاعب وهي تنادي باسمه.
استطاع 'ملك مصر'، وهو أحد الألقاب الشهيرة للاعب، أن يتصدر عناوين الصحف العربية والعالمية والمجلات والمواقع الالكترونية، إلى جانب ظهوره في الإعلانات واجتياح مواقع التواصل الاجتماعي عبر هاشتاغ '#محمد-صلاح' الأكثر تداولا، وبشكل لافت ومميز.
ولم يقتصر الأمر على ذلك، بل أصبح 'صلاح' محور أحاديث الناس واهتمامهم ليشكل ظاهرة غريبة وفريدة من نوعها لم يسبق لها مثيل. والمثل الأعلى لكل طفل، يحلم أن يكون مستقبله باهرا مثله.
بعد أن كانت أخبار اللاعبين لا يكترث بها سوى المهتمين بالرياضة والمتابعين لها، جاء صلاح وحظي باهتمام الكبير والصغير، الأمهات، الفتيات والشباب.
صلاح الذي بدأ مسيرته كـ'لاعب' في نادي 'المقاولون العرب'، يحصد اليوم جائزة 'أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي'؛ حيث أحرز 43 هدفا في 47 مباراة خلال الموسم الحالي، متفوقا على أبرز نجوم الكرة العالمية مثل ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو ونيمار.
استطاع 'اللاعب الاستثنائي'، كما وصفه كثيرون، أن ينال اهتمام الكثيرين بأسلوبه وتصرفاته، خصوصاً لدى الجماهير الأجنبية؛ حيث اعتاد صلاح الاحتفال بأهدافه مؤديا سجود الشكر أمام الجماهير، مما ولد رغبة الجماهير الأجنبية في التعرف على كل شيء عربي، وتقليد السلوكيات التي يقوم بها، باعتباره قدوة ونموذجا للنجاح.
وكان للاعب المصري صلاح تأثيره الكبير خارج حدود الملعب أيضا، فحرص الأطفال على تقليده بكل تصرفاته، والشباب على الاقتداء به حتى بأبسط الأمور مثل قصة شعره.
'مو صلاح مو صلاح مو صلاح.. يركض على الجناح صلاح الملك المصري.. مو صلاح مو صلاح مو صلاح.. يركض على الجناح صلاح.. الملك المصري'، هي الأغنية التي ألفها جمهور ليفربول بعد إنجازات صلاح، حتى أصبحت أغنية في بيوتهم وبين أطفالهم، وعلى مدرجات الملاعب قبل بداية أي مباراة.
إلا أن حماس جماهير ليفربول لم يتوقف عند ذلك، بل قاموا بتأليف أغنية ثانية له تعبيراً عن حبهم لصلاح وفرحهم بما يحققه للفريق من إنجازات.
ومن كلمات الأغنية التي حصدت أكثر من مليون ونصف المليون مشاهدة 'إذا كان جيدا بما فيه الكفاية لي، إذ سجل المزيد من الأهداف، سأصبح مسلما مثله، لو جلس بالمسجد لكان بالمسجد جلوسي'.
ولم تخلُ الأسواق المصرية والعالمية من مجسمات صغيرة للنجم المصري وهو ساجد في الملعب، وكثير من القطع التذكارية التي تحمل ملامحه وشكله، كذلك الملابس المرسومة عليها صوره، والتي تستهوي عشاقه ومحبينه.
وبسبب أداء محمد صلاح الاستثنائي، بدأت المطالبات بترشيحه من أجل الحصول على جائزة أفضل لاعب في العالم.
كما انعكست شعبيته على الشباب العربي الذي ولد لديهم أملا كبيرا في العمل على تحقيق أحلامهم، وعدم الاستسلام للظروف والعقبات التي قد تواجههم في مشوارهم مهما كانت، وأعاد لهم ثقتهم بأنفسهم. فالطفل يريد أن يصبح مثل محمد صلاح في المستقبل، والآباء يطمحون لأن يكون أبناؤهم 'صلاح' أيضا.
ولعل كل تلك الأمور يمكن قراءتها من خلال تفاعل الناس الكبير على مواقع التواصل الاجتماعي بشكل مستمر، من خلال أخبار صلاح، وربط أي أمر يحدث به، فكان من أبرز التعليقات التي تداولها الناشطون: 'يا مفرحنا يا محمد صلاح'، 'كيف تصبح محمد صلاح بأقل من أسبوعين'، 'بريطانيا بدأت تتكلم عربي بفضل محمد صلاح'، 'محمد صلاح لو استمر بنفس النجاح جمهور ليفربول رح يصوم معنا رمضان'، 'محمد صلاح صانع السعادة'.
الاختصاصي النفسي التربوي، الدكتور موسى مطارنة، يرى في شعبية محمد صلاح قضية مهمة، كون لعبة كرة القدم لها جمهورها الكبير جداً، فإذا تمتع اللاعب بمهارة اللعب، إلى جانب السلوك الإيجابي، فإن ذلك يترك أثرا كبيرا جداً على المتابعين.
ومحمد صلاح، وفق مطارنة، جعل كل جمهوره يقلدونه في سلوكياته وأخلاقياته المشرفة، كما أنه خلق حالة كبيرة بعيدة عن كونه لاعبا فقط، بالإضافة إلى كون العرب بطبيعتهم يتعاطفون مع أي شخص يحقق لهم النصر ولصورتهم أمام الغرب.
هذا كله، في رأي مطارنة، جعل من صلاح 'حالة وظاهرة' كون العرب تعبوا وسئموا من الصورة النمطية المأخوذة عنهم أمام الغرب، فهم بحاجة لبصيص أمل يغير هذه الفكرة، ويعطي صورة مغايرة تخلق لديهم حالة من النصر والإحساس بالراحة والثقة، وهو الأمر الأساسي الذي جعل صلاح يشكل 'ظاهرة عالمية'.
ويعد محمد صلاح لاعب كرة قدم دوليا مصريا يلعب في مركز الجناح الأيمن لنادي ليفربول الإنجليزي، ويلعب أيضاً ضمن منتخب مصر الوطني لكرة القدم.
وحصل على جائزة أفضل لاعب في نادي روماموسم 2015-2016، وجائزة أفضل لاعب في دوري السوبر السويسري للعام 2013، وجائزة أفضل لاعب صاعد في إفريقيا للعام 2012، وتم اختياره ضمن فريق العام في إفريقيا في 2016.
وعقب انتقاله إلى نادي ليفربول، أصبح أغلى لاعب عربي وإفريقي عبر التاريخ، وأفضل لاعب في الدوري الإنجليزي للعام 2017-2018، وأغلى لاعب في تاريخ النادي حيث تعاقد نادي ليفربول مع اللاعب صلاح بعقد قيمته 36 مليون جنيه استرليني لمدة خمس سنوات.
ويعد أهم إنجازاته مع منتخب بلاده، الحصول على وصيف كأس الأمم الأفريقية 2017، والتأهل لكأس العالم 2018 في روسيا بعد غياب منذ كأس العالم 1990.
كما نشر مؤخرا موقع 'Fifaplay' المهتم بأخبار ألعاب FIFA استفتاء حول اللاعب الأكثر أحقية بالظهور على غلاف لعبة كرة القدم FIFA 19 المتوقع إطلاقها بالأسواق في أيلول (سبتمبر) المقبل كسائر كل عام، وحصل المصري على النسبة الكبرى وبفارق ضخم عن باقي المنافسين؛ حيث حصل صلاح على 76 % من إجمالي الأصوات، أي ما يعادل أكثر من 118 ألف صوت.
عدد المشاهدات : [ 8435 ]